جمعهما كرسيا القطار المتقابلان ، امرئتان تتشحان بالسواد ، احداهما تناهز الخمسين ، لفحتها شمس الصعيد الحارقه وحفرت السنون تجـــاعيدها على بشــرتها ، اما الاخرى فما زالت فى مقتبل العمر ، يسرى فى عروقها دم الشباب ويصبغ وجنتيها بلونه
******
تجاذب اطراف الحديث كان وسيلتهما الوحيدة لقتل الوقت فى قطار يعدو نحو هدفه مزدحما ، فالجرح يبدو واحدا ، والام الرحيل تركت اثارها على الوجهين على اختلافهما ، فما اصعب ان تفقد رفيقا لدربك
******
لم تتردد كلتاهما فى ان تحكى قصتها للاخرى ، عندما تحادث شخصا يمر بما انت فيه ، فكانك تحادث نفسك فى المرآه دونما حرج ، او خوف
******
اخذهما الحديث بعيدا عمن حولهما ، لم تتوقف حكايتهما الا بتوقف القطار ، وبالرغم من الوجوم البادى على الوجهين ، لم يجدا سوى طلب المغفرة له