المستحيل

"لا عمل اليوم" اتخذ قراره وهو ينهض متثاقلا من الفراش، منذ عده ايام وهو يشعر تغيرا فى جسده ونفسه، لم يعد يشتهى الطعام، مرت ايام لم تمتد يده الى سيجارة ليدخنها، لم يعد نفس الشخص، ترى اهى النهاية؟

قرر ان يعد الافطار لزوجته، لم يمس شيئا من طعامه، لاحظت زوجته، عاتبت اهماله لصحته، وعدها ان يترفق بنفسه، قبلها مودعا اياها عند الباب، اغلقه واستغرق فى ظنونه

"انه الموت لا محاله" قالها فى نفسه ، لم يعهد فى جسده هذا الوهن، ولا فى روحه هذه السكينة،ربما حين تستعد الروح ان تغادر الجسد تتبدل، ترق وتهفو الى اشياء لم تالفها من قبل

"الموت ياكلهم صغارا" تذكر كلمات امه ، لطالما كان الموت رفيقا لعائلته، ربما حان دوره، غالبته دموعه،ما سر هذه المشاعر الجياشة؟

انها الروح المغادرة لا شك، انه الاحتضار ، يطالب باشياء على رغم غرابتها لا نملك الا تنفيذها، انه الان يشتهى قطعه سكر و ضحكة طفل، يالها من روح مازحه حتى حين الفراق

قرر ان يخرج من افكاره، يعد لزوجته ما تحب من طعام، ربما لا يمنحه القدر فرصه اخرى، اشفق عليها الم الفراق،"الموت ياكلهم صغارا" ترددت كلمات امه فى عقله

احس الما ودوارا، حزم امره، ان كان لا يعلم متى تغادر الروح فليعلم اذن كيف، ارتدى ملابسه واتخذ طريقه للطبيب، طوال طريقه تراءى له وجه زوجته، صوت امه، ضحكة الطفل الصغير، قطعه السكر

لم يدر كم من الوقت مر حتى حان دوره، دخل حجرة الطبيب كسفينة تتلاقفها امواج الظنون، استلقى على النضد كما يستلقى الميت داخل نعشه، احس فى سماعه الطبيب برودة الموت

تفحصه الطبيب ، ابتسم فى وجهه ابتسامه حملت خوفا اكثر مما حملت ارتياح، لم يتبين من بين شفتى الطبيب سوى كلمتين" مبروك انت حامل"

مالكم ، مستغربين ليه؟؟ مهو بعد التلقيح الصناعى وتأجير الارحام والاستنساخ مكانش فاضل غير كده، ان يبقى فيه راجل حامل، انا لغاية دلوقتى مش قادرة استوعب الموضوع قوى لكن اعتقد انه حقيقى بدليل ظهور اخينا ده فى برنامج اوبرا وينفرى

Mr. Thomasهو اسم اول رجل حامل وعمره 34 سنة ،اتولد انثى وعاش لمده 24 سنة باسم Tracy

كان بيميل فى طفولته الى الالعاب الصيباينية وكرة القدم والصيد، لما كبر او كبرت شوية (حيلخبطونا ليه) ابتدى والده يشجعه انه يبقى موديل، لدرجة انه اشترك فى مسابقة للجمال، بعد كده خلال فترة الجامعه بدأ يكتشف هويته الجنسية ، وبدأ يلبس ملابس الرجال لانها بتعبر عن احساسه الحقيقى

وبعد كده اخد الخطوة الجريئة انه يعمل التحول الجراحى، ويتحول لرجل لكن يفضل محتفظ (بالرحم) على امل انه فى يوم من الايام يبقى عنده طفل-صبرنى يارب-

والاخ المحترم شايف ان رغبته فى الانجاب لا تقلل من رجولته، لانه شايف الانجاب ليس مجرد رغبة انثوية او ذكورية، ولكنها رغبة بشرية مهلبية، وانه من حقه يكون عنده طفله البيولوجى

وجت فرصته ان زوجته سبق واستئصلت الرحم، فقرر انه يحمل هو ، ويشوفوا حد يتبرعلهم بالسائل المنوى!!!

وعموما اللى عايز يعرف اكتر يدخل هنا ده الموقع اللى بيتابع حمله، او يدخل على موقع اوبرا وحيلاقى القصه كاملة، او على موقع BBC arabic

بصراحه انا مش لاقية كلام اقوله، لما هو مقتنع انه راجل وتحول بملأ ارادته ،رجع الحمل احلو فى عينيه ليه؟؟ والناس دى بتفكر ازاى؟؟ وهل بقى شئ عادى ان كل واحد تطلع فى دماغه حاجة يعملها ،كل اللى اقدر اقوله يارب ارحمنا برحمتك ومتحكمش علينا نعيش فى زمن يبقى فيه الرجالة بالشكل ده

***

المشكلة بقى مش فى دلوقتى، لما العيل ده يتولد حيبقى موقفه ايه، وحيعيش فى الجو ده ازاى ،والمشكلة الاكبر بقى حيقوله ماما ولا بابا ولا انور وجدى؟؟؟؟

واهـــــــــــو ده عيبــــــــــــه